يستكشف المصور الفوتوغرافي الشهير علي عمار (r1se@) المعارض الفنية الثلاثة المتميزة التي يستضيفها بينالي الشارقة. وترتبط هذه المعارض معًا بفكرة رئيسية انطوت ضمن عنوان هذه النسخة من البينالي: "خارج السياق"؛ والذي يطرح أسئلة فضفاضة حول كيفية إنتاج الفن في عصر تسوده عولمة وسائل الإعلام.
تُقام فعاليات الدورة 14 من بينالي الشارقة تحت عنوان "خارج السياق" في الفترة من 7 مارس إلى 10 يونيو 2019، وتتضمن ثلاثة معارض: "رحلة تتخطى المسار" و"صياغات لزمن جديد" و"ابحث عني فيما تراه"، والتي جرى تقييمها من قِبل زوي بُت وعمر خُليف وكلير تانكونس على التوالي.
ويجذب العنوان "خارج السياق" انتباه الجمهور إلى سلسلة من الشواغل التي تحيط بنا في حياتنا اليومي والتي لا يستطيع الكثيرون رؤيتها. إذ يتم انتقاء كل الأخبار التي تُعرض أمامنا بعناية من قِبل الحكومة ووسائل الإعلام؛ وللتصدي لذلك جعلنا أكثر وعيًا ببيئتنا ومنح الفنانين الاستقلالية لرواية القصص بطرق متعددة.
ونظرًا لأن كل ما يمكننا الوصول إليه يتمثل في كتب دراسية تتضمن حقائق مضللة ووثائق على الإنترنت تم إضفاء تعديلات عليها من قِبل الحكومة، فإن معرض "رحلة تتخطى المسار" يهدف إلى تسليط الضوء على المعنى الأعمق لكيفية بقاء البشرية والأدوات التي استُخدمت لتحقيق ذلك. فهو يركز بشدة على أهمية التنوع والنقاش في جميع أرجاء هذا الكوكب والتاريخ الإنساني. ومع الاستمتاع بروعة القطع الفنية المعروضة، يتولد شعور بفكرة تدور حول الإنجاز، وفهم التطور الذي مرت به البشرية وما استغرقته للوصول إلى هذه الحالة.
في فترة زمنية لا يتوفر للناس خلالها الوقت الكافي للتوقف والتقاط الأنفاس، كيف يمكننا التوقف من أجل اختبار اللحظة التي نعيشها والإحساس بها بأقصى ما نملكه من طاقات؟ من هذا المنطلق، يسعى المعرض "صياغات لزمن جديد" إلى التعبير عن جانب من الواقع الاجتماعي القائم على الأشياء والهندسة المعمارية التي تحيط بالناس بعيون الفنانين الذين يتمتعون بحرية سياسية ومشاركة فاعلة وملاحظات حادة تدفعنا إلى توسيع نطاق معتقداتنا وآرائنا. ويتم حث الجمهور بقوة على تأمل انخراطه في عالم يمر بخطى متسارعة للغاية إلى ما لا نهاية.
يتكون المعرض "ابحث عني فيما تراه" من عدة نقاط مستقاة من المقاييس العديدة في الشارقة كمدينة وإمارة من خلال الصور المهاجرة والأشكال الهاربة. وتثير القطع الفنية المعروضة مشاعر قوية وتروي قصصًا تعبر عنها آلاف الكلمات. إنها تُظهر حقًا أهمية الفن وكيف يمكن استخدامه لإيصال رسائل وقصص قوية لا يمكن وصفها بالكلمات.
وتذهب هذه الصور إلى ما وراء نقاط التقارب بين خليجيْ المكسيك وعمان والمحيطيْن الأطلسي والهندي لتعكس تفاعلاً سريعًا بين الأمريكتين والإمارات عبر التاريخ العالمي. ويتم إظهار التدفقات التاريخية المتضاربة والمكونات الحالية المكافئة في كل من شبه الجزيرة العربية والقارتين الأمريكيتين والمناطق الرجعية ذات الأفق الضيق نتيجة تبديد الموارد البشرية والطبيعية وسوء استخدامها في المعرض "ابحث عني فيما تراه" من خلال إبرازها في الأعمال الفنية النازحة واللغات المشفرة والاضطرابات الصوتية والتواجدات العابرة والومضات الضوئية والعلامات الظلية.
كما يركز المعرض بشدة على أهمية التمييز بين الفرق بين ما يجري البحث عنه وما يتم النظر إليه. فقد يكون النظر إلى القطع الفنية مربكًا في بادئ الأمر، ولكن كلما أطلتَ النظر إليها، ازداد فهمك العميق لمدلول الرسالة الضمنية والأساسية التي تهدف إلى توصيلها.
لقد شعرتُ بسعادة بالغة جرّاء زيارتي لهذا المعرض. وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب وصف الرسائل والمشاعر التي تثيرها القطع الفنية المعروضة فيه من خلال الكلمات، فإنه يمكن الشعور بها وتجربتها ببساطة، ولهذا أوصي بزيارة هذا المعرض لكي تجرب ذلك بنفسك.
يشار إلى أن هذه المعارض الثلاثة الفريدة من نوعها تقام في الفترة من 7 إلى 10 يونيو 2019، وأشجعكم بشدة على زيارتها للاستمتاع بروعة أعمالها الفنية الساحرة التي أبدعها فنانون موهوبون.